فندق بورتوفينو... أول فندق خمس نجوم للعائلات فقط في المنطقة سيفتح أبوابه في مشروع العالم في دبي.
وجهات رائعة للعطلات
18/12/2018
في إطار مساعيها الجادة لتنويع اقتصادها بعيدًا عن الاعتماد على النفط، تحرص دول الخليج على تطوير إمكانياتها السياحية، وسوف تضيف نحو 180 ألف غرفة لاستقبال المسافرين الدوليين القادمين إلى المنطقة.
إدراكًا منها لما يمثله تراثها الثقافي والشمس والكثبان الرملية والشواطئ، تستعد دول الخليج لفتح أبوابها أمام السياح العالميين على مدى السنوات القادمة.
حتى المملكة العربية السعودية التي كانت تعتبر حتى الآن مجرد وجهة للسياحة الدينية باتت تروج الآن لمصادرها السياحية الأوسع في الوقت الذي تهدف فيه إلى الاحتفاظ بالأموال السياحية في الوطن من خلال إنشاء وجهات ترفيه جديدة ضخمة وفتح دور السينما - لأول مرة منذ 34 عامًا - ومراكز الترفيه لسكانها. أربعة محاور سياحية ضخمة - وهي مدينة نيوم، المدينة الذكية والسياحية عبر الحدود والتي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار في الشمال الغربي؛ ومشروع البحر الأحمر، الوجهة السياحية الفخمة جدًا؛ وأمالا، المركز الصحي العالمي؛ والقدية، الوجهة الترفيهية والرياضية والثقافية - كلها مشاريع مخصصة لجذب السياحة العالمية.
وتستضيف المنطقة فعاليات عالمية مثل معرض إكسبو دبي 2020 - احتفال على مدى ستة أشهر للإبداع والابتكار والإنسانية والثقافات العالمية سيعقد في دبي بدءًا من 20 أكتوبر 2020 - حيث تشكل مثل هذه الفعاليات محفزًا للنمو.
فيما يتزايد أعداد المتاحف ومراكز التسوق الكبرى والمنتزهات الترفيهية ورياضات السيارات والرياضات المائية ومنتزهات المغامرات ووجهات نمط الحياة لتستقطب السياح المحليين والدوليين على حد سواء.
ومن المتوقع أن تترجم هذه الحركة إلى طفرة في بناء الفنادق في المنطقة والتي تحتل بالفعل المرتبة الرابعة كأكبر سوق ضيافة على الأرض بعد منطقة آسيا / المحيط الهادي وأمريكا الشمالية وأوروبا، وكلها مناطق جغرافية أكبر بكثير من الشرق الأوسط، وفقًا لتوب هوتل بروجكتس، قاعدة البيانات الرئيسية لصناعة الضيافة العالمية.
تشتمل قائمة المشاريع المخطط لها في المنطقة حاليًا على 618 مشروعًا، والتي ستطرح ما مجموعه 178288 غرفة جديدة بمجرد إنجازها وفقاً للأرقام التي ذكرتها قاعدة البيانات في يوليو 2018.
وتتوقع اس تي آر غلوبل أعدادًا أكبر تشمل في الإجمال 743 مشروعًا فندقيًا تضم 206492 غرفة، مع 415 مشروعًا قيد الإنشاء (121233 غرفة) و121 مشروعًا في مرحلة التخطيط النهائي (29145 غرفة) و207 في مرحلة التخطيط (56114)، وهذا يمثل زيادة بنسبة 27.5 بالمائة مقارنة بالأرقام لشهر يوليو 2017 حسب المصدر المتخصص في تحليل البيانات العالمية وإحصاءات السوق.
تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة (222 مشروعًا / 126576 غرفة) والمملكة العربية السعودية (143 مشروعًا / 55810 غرفة) أكثر دولتين نشاطًا في مجال تطوير الضيافة في الشرق الأوسط، وفقًا لتقرير آخر صادر عن توب هوتل بروجكتس.
وتبقى الرياض وجدة ومكة المكرمة والخبر أكثر المناطق ازدحامًا لبناء الفنادق في المملكة العربية السعودية. وتحتل كل مدينة من هذه المدن مرتبة عالية في أفضل عشر مدن نشطة في الشرق الأوسط من حيث تطوير الضيافة، حيث تحتل المرتبة الثالثة والرابعة والسادسة والعاشرة على التوالي.
وتشمل افتتاحات الفنادق البارزة في المملكة: فندق وريزيدنس هيلتون الرياض، فندق كوبثورن مكة جبل عمر، وفندق سويس بلهوتل العزيزية مكة، وفندق ميلينيوم جدة.
في هذا التقرير، تم تصنيف هيلتون باعتبارها العلامة التجارية ذات أكبر عدد من المشاريع الفندقية الجارية حاليًا في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية.
وتعليقًا على السوق السعودية، يقول كامل العجمي، نائب رئيس العمليات (السعودية وبلاد الشام) في هيلتون: «المملكة العربية السعودية من أهم الأسواق في هذه المنطقة، ومع التشريعات الجديدة والإصلاحات الحكومية بات الوصول إلى المملكة أكثر سهولة حيث تمثل أكبر محطة لمشاريعنا المستقبلية في الشرق الأوسط.»
«لدينا 30 فندقاً قيد التطوير حالياً في حوالي 12 مدينة مختلفة، وفريق التطوير لدينا دائمًا ما يبحث عن فرص جديدة،» كما يوضح.
تدير فنادق ومنتجعات موفنبيك حاليًا 11 فندقاً في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، ولديها خمسة مشاريع فندقية قيد التطوير في الرياض وجدة والخبر والمدينة الصناعية وعد الشمال.
ووفقًا لنائب رئيس شركة سويس بلهوتل انترناشيونال (العمليات والتطوير) لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا والهند لورن أيه. فويفينيل، ما تزال السوق السعودية الحالية تعاني من قلة الفنادق.
ويوضح: «تنظر الحكومة إلى قطاع السياحة كمحرك رئيسي للنمو في استراتيجية التنوع الاقتصادي لرؤية 2030 ، مع مبادرات رئيسية لتحفيز صناعة السفر والسياحة.»
إلا أن إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة هي بلا شك منطقة سياحية رائجة في المنطقة. ووفقاً لقاعدة بيانات توب هوتل بروجكتس، فإن قائمة المشاريع المخططة في دبي تضم 155 مشروعًا، وبمجرد الانتهاء منها سيصل إجمالي عدد الغرف إلى 48112 غرفة. ومنها 63 بالمائة - أو 97 مشروعًا قيد الإنشاء حاليا، و 7 بالمائة منها في مرحلة ما قبل التخطيط، و 17 بالمائة منها في مرحلة التخطيط و13 بالمائة في مرحلة ما قبل الافتتاح.
وتبين قاعدة البيانات أن 46 بالمائة من هذه المشاريع سيتم تصنيفها كمشاريع فندقية من الدرجة الأولى في حين أن 54 بالمائة منها ستكون فنادق فخمة. ومن غير المستغرب أن يتم التخطيط لإنجاز 83 بالمائة من هذه المشاريع في الوقت المناسب قبل انطلاق معرض إكسبو 2020 دبي. ومن بين المشاريع الضخمة التي ستجري في الوقت الحالي مشروع أويستر ريزورت دبي المكون من 45 طابقًا بإجمالي 1748 غرفة، وفندق بارامونت تاور هوتيل آند ريزيدنسز دبي المكون من 64 طابقًا، وفندق تاج العربية بالاس ومساكن وشقق رويال أتلانتس المكونة من 47 طابقًا.
توجهات السوق
تمشيًا مع التوجهات العالمية، تتعرض صناعة الضيافة لضغوط من أجل تدليل مسافر اليوم بمجموعة من غرف الضيوف وخيارات الأجنحة والترف المتطور والتكنولوجيا المتقدمة سهلة الاستخدام ومرافق الصحة والعافية - كل هذا مع وضع الاستدامة والعمليات الفعالة من حيث التكلفة في الحسبان.
ولتلبية احتياجات الطلب، سوف تشهد المنطقة افتتاح جزئي لأول فندق فئة خمس نجوم يقع في قلب أوروبا ضمن مشروع العالم في دبي.
وتمشيًا مع حرصها على تعزيز الفخامة، تسعى دول الخليج إلى إقامة فنادق صممت من قبل العلامات التجارية المعرفة، وكان آخرها التعاون بين روبرتو كافالي وداماك لفنادق أيكون في دبي.
وبغية تسليط الضوء على توجه رئيسي في صناعة الضيافة، تستشهد تري كونسلتنغ، وهي شركة استشارات إدارية متخصصة في مجالات الفنادق والسياحة والترفيه والعقارات، بنمو فنادق نمط الحياة.
تتمثل أكثر العناصر شيوعًا في فندق نمط الحياة في دمج المساحات التعاونية والتصميم المتطور والتركيز القوي على التكنولوجيا والارتباط المحلي والتجربة الرائدة والخصائص الفردية، كما تقول الشركة في رؤيتها بعنوان «صعود فنادق نمط الحياة ذات الأسعار المعقولة».
تحتاج هذه الفنادق إلى تعزيز شعور المجتمع داخل وخارج العقار. ويتمحور إنشاء مجتمع داخلي (بين الضيوف) حول مساحة تعاونية، وهي منطقة تجذب أنواعًا مختلفة من الضيوف في أوقات مختلفة من اليوم.
يمثل مفهوم العمل- العيش- الترفيه ميزة مشتركة في فنادق نمط الحياة الجديدة ويكسر الحواجز التقليدية لتخطيط المساحات في الفنادق. ومع ذلك، فمع كل العناصر الإيجابية في فنادق نمط الحياة الجديدة، إلا أن هناك تحدٍ متزايد يتمثل في تكلفة إقامة وصيانة هذه المرافق.
وبالتالي تطلق شركات إدارة الفنادق علامات تجارية لفنادق نمط الحياة بأسعار معقولة. تحتفظ هذه العقارات بالأساسيات الرئيسية لفندق نمط الحياة ولكنها تشمل تصميم مساحة أكثر كفاءة وأحجام غرف أصغر وخدمات محدودة وتقنية متدنية.
يقدم الشرق الأوسط فرصًا ممتازة لتطوير فنادق ذات نمط حياة بأسعار معقولة، نظراً لطبيعة الكثافة السكانية الشابة والمتنامية، مما يعزز قطاع السياحة والمشاريع الفاخرة في المدن الرئيسية، وفقاً للتقرير.
ومع الأخذ في الاعتبار أن أكثر من 25 بالمائة من السكان في المنطقة يندرج تحت جيل الألفية، إلى جانب التوقعات بأن 75 بالمائة من القوى العاملة العالمية ستتشكل مع هذه الفئة العمرية بحلول عام 2030، يركز المستثمرون ومشغلو الفنادق على المستقبل من خلال خططهم الاستثمارية.
ويشدد التقرير على أنه إذا كانت الصناعة ستواكب التغيرات الديموغرافية واحتياجات المسافرين، فإن المستثمرين والمطورين سوف يحتاجون إلى الابتعاد عن التصميم التقليدي والعلامات التجارية الفندقية والتطلع نحو العقارات متوسطة المستوى ذات التوجه الحياتي.
ويلاحظ المستثمرون هذا التحول. ومع موجة من الإعلانات الأخيرة وانتشار العلامات التجارية الجديدة في المنطقة، سيظهر عصر الضيافة الجديد في المنطقة وسيستمر في تحدي الوضع الراهن حول كيفية تصميم الفنادق وتشغيلها وخدمتها.
المزيد من الأخبار