19/12/2017
يجري في الوقت الحالي التوسعة الرابعة لوجهة التسوق المفضلة في الكويت، والتي تهدف إلى الارتقاء بتجربة التسوق إلى مستويات جديدة.
يتميز مجمع الأفنيوز في الكويت الكويت بحجمه الضخم، ويمكن التعرف على حجمه من خلال الـ 20 ألف شخص الذين يعملون به الآن في أكثر من 800 محل. بل من المخطط زيادة هذا العدد إلى 30 ألف موظف، و1200 محل بعد افتتاح المرحلة الرابعة من مشروع التوسعة العام القادم.
وتعد التوسعة الجديدة الجاري إنشاؤها الآن جزءًا من جهود شركة مباني المالكة للمجمع لتعزيز تجربة التسوق والترفيه في المجمع المتميز. وتتعاون شركة مباني مع المكتب العربي- الشركة الاستشارية الرائدة في الهندسة المعمارية والتخطيط والهندسة، وذلك لبناء المشروع بالكامل.
تقع المرحلة الرابعة على مساحة بناء تزيد عن 130 ألف متر مربع، ومساحة قابلة للتأجير تبلغ 100 ألف متر مربع، وتشتمل على سلسلة من التوسعة بتكلفة إجمالية تبلغ 265 مليون دينار كويتي (900 مليون دولار) حتى تاريخه، ليصل بذلك إجمالي تكلفة مشروع الأفنيوز إلى 600 مليون دينار كويتي (2 مليار دولار).
يقول وليد الشريعان، مدير عام شركة مباني معلقًا: «لقد نجح مجمع الأفنيوز في تعزيز مكانته باعتباره واحدًا من أشهر المعالم الموجودة في الكويت، إضافة إلى تأثيره الملموس على الاقتصاد الوطني.»
ويضيف بأن المرحلة الرابعة سوف تشتمل على توسعة المناطق الحالية التي تلقى رواجًا كبيرًا مثل برستيج، وجراند أفنيو، والسوق. كما سيتم تطوير مناطق جديدة ومفاهيم متنوعة بما في ذلك بناء فندقين.
«إن مفاهيم التجزئة للشوارع المفتوحة - تحت سقف شفاف- ترسي معايير جديدة للبناء العصري في العالم العربي.»
يعد الأفنيوز رمزًا وطنيًا للنمو والتطور نحو المستقبل. لقد ساهم في تعزيز اقتصاد الكويت من خلال خلق فرص عمل في مجال الهندسة والبناء للمواطنين والأجانب في مختلف الصناعات، والذين تم توظيفهم من قبل المقاولين والموردين والمصنعين. كما ساهم أيضًا في خلق فرص عمل في قطاع التجزئة والضيافة والترفيه، كما يضيف الشريعان.
ويؤكد بأن بناء مشروع بمثل هذا الحجم والطبيعة قد استلزم عمالة عالية المهارة تصل إلى أكثر من 30 ألف وظيفة حتى الآن، وتتراوح بين مهندسين معماريين ومدنيين إلى مفتشين وعمال ومتدربين من جميع أنحاء العالم.
عناصر المشروع الجديد
يجمع مشروع التوسعة بين رؤى كل من شركة مباني والشركة الاستشارية/المشرفة على تصميم المشروع ليوفر وجهة جديدة تشمل:
• جراند بلازا، ميدان عام جديد يقع في نهاية جراند أفنيو مستلهم من الميادين الحضرية المنتشرة في جميع أنحاء العالم.
• إلكترا، منطقة لمحبي التكنولوجيا وتزخر بالإضاءة والتكنولوجيا المتطورة الموجودة في شوارع كولون في هونج كونج وجينزا في طوكيو.
• ذا أركيد، وتتكون من مساحة صغيرة تشتمل على بوتيكات ويمكن الوصول إليها عبر بريستيج وجراند أفنيو.
• ذا جاردنز، وتربط بين برستيج وطابق الميزانين مباشرة، مما يوفر منطقة «خارجية» لتناول الطعام وفق أعلى مستوى.
• الفورام والتي تستلهم تصميمها من الطراز المعماري لشارع ريجنت ستريت في لندن لتوفر تجربة تجزئة جديدة ومتميزة في المنطقة. وتقع هذه المنطقة تحت القبة وتوفر تجربة تسوق على ثلاثة مستويات.
• منطقة السينما والتي تتميز بشكل خارجي مبهر بامتداد شارع الغزالي. وسوف تشتمل على سينما ثلاثية الأبعاد، تضم إضاءة ليد خارجية، وشاشات عالية النقاء لتكون إضافة هامة للشكل المعماري لمجمع الأفنيوز.
كما سيضم المجمع أيضًا فندق هيلتون جاردن إن فئة أربعة نجوم، والفندق الفاخر فئة خمس نجوم والدورف أستوريا والذي سيتم تطويره في إطار التوسعة الجديدة ليشتمل على غرف وأجنحة عالمية المستوى، تكملها قاعات اجتماعات ومرافق ترفيه وسبا.
وحول أعمال التوسعة الأخيرة، يقول المهندس طارق شعيب، الرئيس التنفيذي للمكتب العربي موضحًا: «سوف تشتمل العناصر الإضافية لهذا المشروع العملاق على ملحق بمساحة 260 مترًا لجراند أفنيو، وهو ما سيساعد على خلق تجربة تسوق راقية جديدة في الكويت مع مزيج متناغم من العناصر المعمارية الإقليمية والغربية والمعاصرة للواجهات والديكور الداخلي.»
«بالنسبة لمنطقة برستيج، فإن التوسعة الجديدة سوف تشمل 47 وحدة إضافية فاخرة، علاوة على تمديد السوق ليشمل منطقة تعكس الأسواق المختلفة من أنحاء منطقة الشرق الأوسط، وتبرز الطراز المعماري التقليدي لوحدات التجزئة في المنطقة.»
ومع استكمال أكثر من 90 بالمائة من العمل في الوقت الحالي، فقد أثبت المكتب العربي نجاحه في تحقيق الرؤية المعمارية المبتكرة للمشروع. وقد حرصت الشركة على دمج العديد من التكنولوجيا المتطورة ذات الصلة في أنحاء المشروع، بما في ذلك أنماط قطع متشابكة CNC على أسطح مطلية تيتانيوم، وألواح مركبة بالحجم الكبير مع دهانات معدنية تشتمل على إضاءة مدمجة.
ويتواصل الاستخدام الناجح لأسطح ETFE من المرحلة الثالثة إلى المرحلة الرابعة. وتتطلب الأسطح تصميمًا متخصصًا من مقاول ذي خبرة واسعة بحيث يقدم انطباعًا بالدمج بين الخارج والداخل في بيئة يمكن التحكم في محيطها بحيث تناسب الاستخدام طوال العام في ظل ظروف مناخية قاسية.
وبالإضافة إلى السطح الشفاف للمجمع في الملحق الجديد، فقد تم استخدام سطح عالي التقنية لخلق الأشكال المعقدة والمتطورة مع غطاء من الكروم لامتصاص الحرارة الزائدة.
وتتكون الأساسات/ الطبقة الفوقية من خرسانة مصبوبة في موقع العمل، بينما تجمع الطبقة الفوقية بين الأعمدة والكمرات الخرسانية المصبوبة في موقع العمل مع أرضيات خرسانية مسبقة الصب ومسبقة الشد.
التحديات والتأثيرات
لاشك أن مشروعًا بمثل هذا الحجم ينطوي على تحديات، ومن أبرزها كما يقول شعيب ضيق الإطار الزمني الممنوح للمكتب العربي لتنفيذي لإنجاز التوسعة العملاقة. ولكن مع الاستفادة من خبرة تمتد لأكثر من 50 عامًا في البناء وإدارة المشاريع، تمكن المكتب العربي من تسريع العمل بحيث يتم افتتاح المجمع في الربع الأول من عام 2018.
ومن بين التحديات الأخرى بناء أكبر قبة حديدية/ETFE بدون دعامات في دول الخليج بقطر 70 مترًا تقع فوق الفورام، فضلا عن تركيبات أنظمة التدفقة والتهوية وتكييف الهواء للمجمع والتي أمكن التغلب عليها من خلال توفير أبراج تبريد ومبردات كافية، والحاجة لتركيب كميات كبيرة من السقالات في أنحاء المشروع.
بالإضافة إلى ذلك، فإن عمليات الحفر ونزح المياه تطلبت عمليات عميقة على مدى 24 ساعة طوال الأسبوع بسبب المستويات العالية من المياه الجوفية. لذا تم استخدام بلاطات خرسانة مسلحة للتغلب على ضغط الرفع، وتوفير أساس صلب لتجميع معدات البناء وتسهيل عملية البناء.
ومن التحديات الأخرى جلب وتأمين المواد والتشطيبات الخاصة والنادرة من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك من أوروبا والولايات المتحدة ودول الخليج.
وحول تأثير المشروع على البيئة، يقول شعيب: «نفتخر بأنه قد تم جلب مواد المشروع من موردين محليين ومستدامين بقدر الإمكان، وذلك لخفض انبعاثات المشروع من الكربون.»
ويؤكد بأنه قد تم إجراء العديد من الدراسات البيئية خلال مرحلة التصميم مثل التأثير على الحركة المرورية، والضوضاء، والطاقة، ونموذج نفق الرياح. وقد أسفرت هذه الدراسات عن تحسين في عمليات دخول السيارات، وخفض الاختناقات المرورية، والحفاظ على الطاقة، وتحسين البيئة الداخلية، وتعزيز كفاءة استخدام المياه وغيرها من الخدمات. ويشتمل تصميم الإنارة على مصابيح ليد التي تساعد على خفض كل من انبعاثات الحرارة واستهلاك الطاقة.
وقد تم أيضًا تطوير استراتيجية لإدارة المخلفات لتسهيل نقل المخلفات من وحدات التجزئة إلى ماكينات السحق عبر أنظمة نظيفة مما يتيح إعادة تدويرها في المستقبل.
وقد تم تصميم الأنظمة الإلكتروميكانيكية لتعزيز المرونة للتعديلات المستقبلية مع الحد الأدنى من التأثير على عمليات البناء، بما يوفر أنظمة تتميز بالكفاءة في الحفاظ على البيئة وتقنيات بناء تحد من المخلفات وتعزز المعايير.
وقد حرص المهندسون الأكفاء على تقديم برنامج تعريفي عن السلامة وورش عمل للتوعية إلى العمال بهدف الحفاظ على صحتهم وسلامتهم أثناء تشغيل الماكينات الثقيلة والطرق عالية التقنية المستخدمة في هذا المشروع.
وقد نجح المكتب العربي في تعزيز التواصل بين جميع الأطراف ذات الصلة، بما فيهم المالك والمقاول والمقاولين الفرعيين، وهو ما ساهم بدوره في تسهيل كافة العمليات، وحل المشكلات، وإيجاد حلول عالية المستوى.
«إن المفاهيم المتطورة لمجمع الأفنيوز والتي شهدت تطورًا ملموسًا مع التصميمات الجديدة لكل مرحلة قد وفرت تجربة سياحية وترفيهية لا تضاهى في الكويت».
«إن بناء هذا المجمع كان بمثابة نقلة هائلة في صناعة التجزئة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط. لقد أصبح الأفنيوز وجهة سياحية عالمية في الكويت، مستقطبًا الزوار والمتسوقين من جميع أنحاء المنطقة»، كما يختتم شعيب.