10/09/2015
يواجه المقاولون في مصر العديد من التحديات في إطار جهودهم لتسليم عدد من المشاريع غير المسبوقة والجاري إنشاؤها في الوقت الحالي، وذلك كما ذكر منظم أحد المنتديات المتخصصة في قطاع البناء والمقرر عقدها في البلاد.
ولإلقاء الضوء على هذه التحديات، أصدر المجلس الدولي للجودة والإنتاجية في الشرق الأوسط تقريرًا يحمل عنوان: «تحديات المقاولين في مصر. ويسلط هذا التقرير الضوء على تأثير المشاريع المخططة البالغة قيمتها 92 مليار دولار على صناعة المقاولات في البلاد، فضلاً عن نقص المواد بسبب ظاهرة المساكن العشوائية.
وتناول التقرير أيضًا الأسباب وراء نقص العمالة الماهرة في قطاع الإنشاءات في البلاد، إضافة إلى التحدي المحتمل الذي ستواجهه شركات المقاولات في ظل جداول عمل الحكومة الضيقة للغاية لاستكمال مشاريعهم.
ويشير التقرير إلى طرح عدد من المشاريع الهامة في مصر، بما في ذلك مشروع قناة السويس بعد استكمال أعمال توسعة لقناة السويس في الشهر الماضي بتكلفة 8.5 مليار دولار، ومشروع تنمية منطقة قناة السويس، ومشروع المثلث الذهبي بتكلفة 45 مليار دولار ، وبناء عاصمة إدارية جديدة شرق القاهرة.
بالإضافة إلى ذلك، يحتاج قطاع الإسكان إلى مزيد من الاستثمارات لخلق مليون وحدة لتلبية احتياجات الزيادة السكانية التي تشهد مصر والتي تعتبر من أكثر البلاد كثافة سكانية في العالم العربي.
يقول التقرير الصادر ضمن الاستعداد لانعقاد ملتقى بناة مصر الذي سيقام في القاهرة، مصر في أواخر هذا العام: «تم تخصيص أكثر من 92 مليار دولار لهذه المشاريع من مختلف الحكومات الدولية، والقطاع الخاص، والمشاريع التجارية، والمقرضين الدوليين مثل البنك الدولي.»
ولكن يحتاج المقاولون إلى التغلب على التحديات والعوائق التي تواجههم، وذلك في أعقاب الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد على مدى السنوات القليلة الماضية، كما يقول التقرير.
ومن أبرز هذه التحديات:
• نقص مواد البناء: حسب ما تقول ماريا جوليا من معهد الشرق الأوسط فإن المساكن غير المرخصة التي تقع في المناطق العشوائية في مصر قد تزايدت بمعدل مليوني شقة في الفترة بين 2012 و2014. «خاصة منذ عام 2011 وفي غياب مراقبة الدولة، ارتفع بناء المساكن بدون ترخيص إلى الحد الذي أدى إلى مواجهة المطورين المرخصين لمشاكل في نقص مواد البناء لمشاريعهم،» كما تقول.
يعيش نحو 20 مليون مصري في مساكن غير مرخصة، وسيؤدي المزيد من التوسع في المناطق العشوائية إلى توجيه المزيد من الموارد بشكل غير قانوني لتلك البيوت خاصة في ظل التمدد الحضاري، مما يجعل من الصعب على المقاولين إيجاد مواد البناء المناسبة في الوقت المطلوب، كما يشير التقرير.
• نقص العمالة: بالرغم من توفر العمالة غير الماهرة بشكل كبير في الوقت الحالي أمام مقاولي أعمال البناء، مع انخفاض تكلفتهم نسبيًا مقارنة بالدول المجاورة، إلا أن ذلك لا يسري على العمالة الماهرة أو شبه ماهرة، حسب ما يشير التقرير.
هذا النقص في العمالة الماهرة (المهندسين، مشرفي المواقع، مدراء المشاريع) يرجع إلى عدد من العوامل، من أهمها التعليم والأجور.
• التمويل: بالرغم من أن الكثير من مشاريع البناء في مصر عادةً ما تواجه صعوبة أقل في تأمين التمويل من مصادر أجنبية أو البنوك في أعقاب اللوائح المالية التي وضعها البنك المركزي المصري، إلا أن ذلك لا ينطبق على المشاريع الصغيرة والمتوسطة في مصر والتي تواجه معاناة في هذه النقطة.
ووفق استبيان أجري مؤخرًا على 15 ألف مشروع من المشاريع الصغيرة والمتوسطة المسجلة لدى الاتحاد المصري لمقاولي البناء والتشييد، فإن 12 ألف منهم يواجهون صعوبة ملموسة في الحصول على الأموال اللازمة لإنجاز مشاريعهم. وتواجه جهودهم في هذه الصدد بعض الصعوبات بسبب نقص الثقة من جانب البنوك في مدى جدوى مشاريع البناء الصغيرة والمتوسطة، وعدم توفر خطوط إرشادية أو متطلبات واضحة لتقوم تلك المشاريع بإتباعها.
«ولكن بالرغم من المخاطر وحالة عدم التيقن التي تؤثر على الصناعة، إلا أن الوضع لم يكن أفضل من ذلك منذ عقود. إن بناء المشاريع السكنية والتجارية الضخمة مثل تنمية قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة سوف تحول مصر إلى خلية نحل في قطاع الإنشاءات.»
إن الطموحات التي تعززها خطط البناء والتشييد، فضلاً عن مستوى الاستثمار الأجنبي يبدو مبهرًا، ولكن يبقى تسليم مشاريع عالية الكفاءة أمرًا هامًا في الحفاظ على الطفرة في قطاع البناء. وفي ظل تقديم الدعم اللازم لإيجاد مواد وعمالة ومعدات عالية الجودة، فضلاً عن التمويل، فإنه يمكن لمقاولي البناء التطلع بتفاؤل إلى عودة الإنتاجية والأرباح التي تناسب أو حتى تتفوق على مستويات ما قبل الثورة،» كما يختتم التقرير.
سيقام ملتقى بناة مصر الذي ينظمه الاتحاد المصري لمقاولي البناء والتشييد في فندق فيرمونت هليوبوليس، القاهرة على مدى يومي 24 و25 نوفمبر، وسوف يشهد مشاركة شركات كبرى مثل المقاولون العرب، واتحاد المقاولين، وبيسكس، والمركز الوطني لأبحاث البناء، وبتروجت، وإعمار مصر، وغيرها.